آخر الأخبارأخبار دولية

“كان كابوس يقظة”… السكان مازالوا تحت وقع الصدمة بعد الاضطرابات في كازاخستان


نشرت في: 13/01/2022 – 16:42آخر تحديث: 18/01/2022 – 16:20

شهدت كازاخستان بين يومي 2 و9 كانون الثاني/يناير مظاهرات سلمية ضد رفع أسعار الغاز سرعان من تحولت إلى مواجهات عنيفة أودت بحياة عشرات الأشخاص وخلفت مئات المصابين. وأظهرت مقاطع فيديو محلات تجارية تعرضت للنهب ومباني محترقة. وخلال أعمال العنف هذه، لازمت الأغلبية العظمى من سكان العاصمة السابقة ألماتي بيوتها وبقيت محرومة من الإنترنت. وتمكن فريق تحرير مراقبون أخيرا من التواصل مع مقيمة في المدينة التي روت تفاصيل خمسة أيام من الفوضى في مدينة ما زالت تحت وقع الصدمة.

بعد أسبوع من المظاهرات والاضطرابات والقمع، استفاق سكان ألماتي في كازاخستان على مدينة مخربة. إذ أظهرت صور التقطها هواة مشاهد الخراب في الشوارع من سيارات محترقة ومحلات تجارية تعرضت للنهب.

يظهر هذا المقطع المصور الذي نشر على تطبيق تيك توك في 10 كانون الثاني/يناير موزع أموال آلي تعرض للتخريب مع علب أحذية فارغة ملقاة على الأرض.

وبدا وكأن قوات الأمن كانت أول الأمر غير قادرة على مواجهة المتظاهرين الذين اقتحموا مبنى البلدية الرئيسي في المدينة خلال يوم 4 كانون الثاني/يناير. وفي مساء نفس اليوم بدأت قوات الأمن في قمع المظاهرات بالعنف. ودعا رئيس كازاخستان قاسم جومرت توكاييف روسيا وحلفائها في منظمة اتفاقية الأمن المشترك (أو تي إس سي) إلى تقديم المساعدة لإعادة الاستقرار إلى البلاد. وفي 7 كانون الثاني/يناير، أعطى الرئيس ترخيصا للشرطة لإطلاق النار ”لقتل المتظاهرين دون خطوات تحذرية”. وقد شهدت البلاد توقيف أكثر من ثمانية آلاف شخص.

“بدأت مجموعات من أشخاص مجهولين في استفزاز حشد المتظاهرين والتسكع في كل أرجاء المدينة”

بعد عدة أيام من التقطع، تمكن سكان مدينة ألماتي من الولوج مجددا إلى شبكة الإنترنت بشكل مستقر. واستفادات ليزات وهي المقيمة في ألماتي من عودة الشبكة للإجابة على رسالة صادرة من فريق تحرير مراقبون فرانس24. وتصف لازيات الأجواء في المدينة بعد عودة الهدوء إذ تقول:

مازلنا تحت وقع الصدمة حتى الآن: نقول بيننا وبين أنفسنا كيف يمكن لذلك أن يحدث في مدينتنا؟ إنه لأمر يحز في النفس أن أرى أنقاض المحال التجارية المفضلة لدي والبنايات ذات الهندسة السوفياتية وقد تم تخريبها – كانت تمثل مصدر فخر لمدينتنا – كما أنه من المؤسف مشاهدة الخسائر التي تعرضت لها المؤسسات التجارية الصغيرة التي يملكها السكان. لقد كانت مصدر قوته الوحيد وقد قام المخربون بتدمير كل شيء.

وعلى الرغم من ذلك، فإن بداية الحركة الاحتجاجية ضد رفع أسعار الغاز كانت سلمية في العاصمة في يوم 4 كانون الثاني/يناير. وأعلن الرئيس توكاييف عن خفض أسعار غاز البترول المسال (جي بي إل) في مساء 4 كانون الثاني/يناير ما جعل لازيات تعتقد أن حركة الاحتجاج ستنتهي. ولكن الحركة تحولت إلى العنف بعد ذلك:

في لحظة ما، تحول كل شيء إلى فوضى عارمة وهو ما صدم كل الناس. بدأت مجموعات من المجهولين في استفزاز حشد المتظاهرين والتسكع في كل أنحاء المدينة. لقد قاموا بمهاجمة رجال الشرطة وخربوا المباني الإدارية دون نسيان المراكز التجارية الكبيرة. لم يكونوا مجرد مدنيين. ولم يرد سكان المدينة على استفزازاتهم وتفرقوا من المكان.

استخدمت قوات الأمن قنابل صوتية وعبوات غاز مسيلة للدموع بهدف تفريق المتظاهرين بينهم من كان مسلحا بعصي ودروع تم افتكاكها من رجال الشرطة حسبما تظهره عدة مقاطع فيديو التقطها هواة. ويظهر مقطع فيديو آخر نشر في 5 كانون الثاني/يناير متظاهرين يأخذون بنادق من صندوق إحدى السيارات. وحسب منظمة العفو الدولية، فإن الشرطة استخدمت بدورها أسلحة نارية.


Cette vidéo publiée le 5 janvier montre des manifestants avec des armes à feu.


Dans cette vidéo publiée sur Telegram le 5 janvier, on voit des civils alors que l’on entend des tirs. Un corps est sur le sol.

في هذا المقطع المصور الذي نشر على تطبيق تليغرام يوم 5 كانون الثاني/يناير، نرى مدنيين فيما نسمع صوت إطلاق النار بينما بدت جثة ملقاة على الأرض.

ومثلها مثل عدد كبير من سكان المدينة، لم تخرج لازيات بين يومي 5 و9 كانون الثاني/ يناير من بيتها. وحضت رسائل نصية “إس أم إس” أو عبر مكبرات الصوت السكان المحليين على البقاء في مكان آمن أثناء إجراء “عملية ضد الإرهابيين”. وقد تم إغلاق عدد كبير من المواقع الإخبارية المستقلة. وعلى الرغم قطع شبكة الإنترنت، حاولت لازيات الحصول على بعض الأخبار:

كنا نتلقى الأخبار فقط عبر الهاتف من طرف أقربائنا أو عبر مشاهدة التلفزيون (…). وفي مكان قريب منا، تعرضت محل تجارية لبيع الأحذية للنهب لقد سمعنا الضجيج [من مقر سكننا]. نحن نسكن في قلب وسط المدينة، وكما نسمع تبادلا لإطلاق النار طيلة الليل ولمدة عدة أيام متتابعة. كان ذلك مثيرا للخوف الشديد إذ تولد لدينا انطباع بأن الأمر لن ينتهي أبدا.

“ساعد بعض الناس في تنظيف المدينة فيمت أعد آخرون الأكل لهم وجمعوا ملابس ساخنة لتدفئة الجنود”

في 9 كانون الثاني/يناير، نشرت وازرة الإعلام في كازاخستان حصيلة الأحداث وأكدت مقتل 164 شخصا قبل أن تسحب الخبر في نفس اليوم متحدثة عن “خطأ تقني” دون نشر حصيلة جديدة لضحايا الاضطرابات. وتم إعلان يوم 10 كانون الثاني/يناير يوم حداد وطني لإحياء ذكرى العدد الكبير من الضحايا من المدنيين وكذلك من قوات الأمن.

ويبدو أن الحياة عادت إلى نسقها الطبيعي في مدينة ألماتي حيث تروي لازيات قائلة:

في الوقت الحاضر، الهدوء بصدد العودة شيئا فشيئا إلى مدينة ألماتي. وشبكة الإنترنت تعمل بشكل جيد منذ يومين فيما عادت وسائل النقل للعمل من جديد وبدأ الناس في التوجه إلى مقار عملهم. كما فتحت الأسواق والمحال التجارية أبوابها. في البداية، كانت هناك مشاكل نفاذ في السلع على غرار الخبز والخضروات ولكن عاد كل شيء إلى وضعه الطبيعي الآن وبدأت المحال التجارية في ملء مخازنها شيئا فشيئا.

وتنظَّم عدد كبير من المتطوعين بهدف تقديم المساعدة للمؤسسات الاقتصادية المتضررة إضافة إلى مساعدة العسكريين الذين يؤمنون دوريات الحراسة في المدينة. ساعد بعض الناس في تنظيم المدينة فيما أعد آخرون الأكل لهم وجمعوا ملابس ساخنة وجوارب لتدفئة الجنود.

@almaty_kris_p В такое непростое время сплоченность людей и помощь друг другу показывает, что все будет хорошо! Спасибо тем, кто неравнодушен к своим ближним.🙏#алматы #almaty #рекомендации ♬ These Days – Nico

Dans cette vidéo publiée sur TikTok le 12 janvier, l’homme dans le pickup explique à un habitant qu’il distribue des paquets de nourriture gratuitement aux personnes dans le besoin.

في هذا المقطع المصور الذي نشر على تطبيق تيك توك في 12 كانون الثاني/يناير، يوضح الرجل الذي يركب عربة رباعية الدفع لأحد السكان أن يقوم بتوزيع سلال الغذاء بشكل مجاني لفائدة الناس الذين يحتاجونها.

وبالإضافة إلى إلغاء قرار رفع أسعار الغاز، كان المتظاهرون يطالبون برحيل الرئيس السابق نور سلطان نازارباييف الذي حكم البلاد طيلة ثمانية وعشرين عاما. وبعد أن سلم السلطة إلى سلفه قاسم جومرت توكاييف في سنة 2019، حافظ نازارباييف على رئاسة مجلس الأمن.

وقد قرر الرئيس توكاييف إقالته من منصبه في 5 كانون الثاني/يناير كما قبل استقالة الحكومة. كم تم إيقاف رئيس جهاز المخابرات السابق بعد وجود شبهات خيانة.

وخلال مؤتمر عقد بالفيديو في 10 كانون الثاني/يناير، اتهم رئيس كازاخستان “مقاتلين” أجانب بالمشاركة في أعمال الشغب التي وصفها بأنها “هجمات إرهابية” و “محاولة انقلاب عسكري”.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى