آخر الأخبارأخبار محلية

تصعيد الجنوب يواكب دخول رفح.. لا مبادرات جدية في لبنان

إرتفع منسوب التصعيد العسكري في جنوب لبنان امس، في ظل قيام “حزب الله” بأكثر من هجوم عسكري ضد اهداف قيادية اسرائيلية اهمها في المطلة، اذ اعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل ٣ جنود واصابة اخرين بجروح خطيرة، اضافة الى هجمات اخرى بالصواريخ اصابت مستوطنة كريات شمونا كرد على استهداف المدنيين مما استدعى ايضا ردا اسرائيليا في بعلبك فرد من “حزب الله” على الجولان.


هذا التصعيد الذي لا يأتي عادة بالصدفة، جاء بالتوازي مع اعلان تل ابيب بدء هجوم رفح ودعوة السكان الى ترك اماكن سكنهم والانتقال الى اماكن اخرى تعتبر آمنة وفق التصنيف الاسرائيلي، الامر الذي اوحى بأن ما يحصل هو مواكبة للتصعيد في غزة والذي سيشمل جبهات اضافية وليس جبهة جنوب لبنان فقط، وعليه فإن ما يظهر هو مؤشرات لما يمكن ان يحصل في المرحلة القليلة المقبلة في حال قررت تل ابيب إفشال التفاوض بالكامل.

وعلى قاعدة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، يتصرف “حزب الله” مع مختلف المبادرات والمحاولات الداخلية والخارجية لفتح ثغرة في جدار الازمة، اذ ان الحزب الذي يستقبل الموفدين الغربيين بشكل دائم يصر على ان التسوية الداخلية لا يمكن ان تمر من دون تسوية شاملة مرتبطة بالواقع في المنطقة، وتحديدا في فلسطين وغزة، وعليه يصبح وقف اطلاق النار في القطاع هو المدخل الرئيسي لكل الحلول.

وتعتبر مصادر مطلعة أن لبنان سيحافظ على الستاتيكو الحالي ولن يكون هناك امكانية لأي تقدم سياسي من اجل تمرير اي من الاستحقاقات الدستورية وهذا يفتح المجال امام تعديل في التحالفات الداخلية، فالحيوية بين القوى السياسية لا تزال موجودة خصوصا في حال قرر رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل استعادة رونق العلاقة مع حليفه السابق “حزب الله” تمهيدا لما هو قادم من تقاسم للسلطة بعد انتهاء الحرب وبدء التسوية.

وترى المصادر ان توسع الحرب في الجنوب بات امرا مرجحا وفق بعض المعنيين، اذ ان تصعيد الحزب المرتقب كرد على دخول الجيش الاسرائيلي الى رفح سيقابله رد اسرائيلي وتصعيد مضاد، لان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو سيستغل الامر لرفع مستوى التصعيد مع لبنان وادخال المنطقة في جولة جديدة من التوترات العسكرية لابعاد شبح التسوية عنه، وعليه فإن التسويات الداخلية سترحل مجددا وسيستمر الكباش الاعلامي والسياسي بين القوى المتعارضة.

وتؤكد المصادر ان المبادرات الخارجية لا تزال غير واقعية من وجهة نظر “حزب الله” على اعتبار انها تحاول وضع أمن اسرائيل كأولوية وحيدة وهذا لا يتطابق مع موازين المعركة الحالية التي لم تستطع فيها تل ابيب اخراج “حزب الله” من الحدود ولا حتى ضمان عدم نقله اسلحة كاسرة للتوازن الى مناطق متاخمة لفلسطين المحتلة، وعليه فإن انتظار وقف اطلاق النار ومبادرات ترضي الحزب سيكون طويلا كما يبدو.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى